السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي الشاب المقبل علي الزواج إليك بعض النصائح الذهبية لهذه المرحلة المهمة في حياتك والتي تعتبر أهم مراحل الحياة والتي بها تنشأ صورة مصغرة من المجتمع الذي يتكون من مجموعات من الأسر والعائلات التي تشكل هذا المجتمع.
في مجتمعنا المعاصر يحتاج الرجل إلي عدة مقومات يعتمد عليها في بناء بيته ووضع نواة أسرته, وهذه المقومات تتمثل في النضج العقلي والفكري والقدرة المادية والتأهيل المعنوي لهذه المرحلة وما يترتب عليها من مراحل أخري.
إعلم عزيزي الشاب أنك مقبل علي مرحلة تحتاج النضج العقلي والفكري حيث أنك ستكون مسئول عن نفسك وعن زوجتك وعن أبناء بكل معني الكلمة, حيث أنك ستكون القائد والقدوة والمعلم لأسرتك وسيكون علي عاتقك توفير النفقات المادية لكل متطلبات المنزل حتي وإن كانت زوجتك تعمل ولها عمل أو وظيفة تدر عليها دخلا تساهم به في المعيشة ولكن الأصل هو أنك أنت المسئول الأول والأخير عن المنزل والأسرة.
في حالة التفكير في الزواج عليك اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين, ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما أخبرنا في حديثه الشريف "تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم, وفيه يحثنا الرسول صل الله عليه وسلم علي اختيار صاحبة الدين لأن الدين هو الباقي والمال والجمال والحسب والنسب هو الفاني وليس معني هذا أنك لاتهتم بالمال والجمال والحسب والنسب فيمن أردت زواجها فمن الممكن أن تجد الزوجة التي تجد فيها كل أو بعض هذه المواصفات, ولكن اجعل الدين هو أول اشتراطاتك في البحث عن زوجتك.
إذا وفقك الله في اختيار الزوجة الصالحة اعلم أن فترة الخطوبة بينك وبين خطيبتك للتعارف والتقارب والتفاهم والتدرج في فهم كل منكما للآخر من ناحية الشخصية والعادات والسلوكيات وما إلي ذلك, ولاتعتقد أنك بهذه الخطوبة يحل لك أن تعاملها كأنها زوجتك وعليك أن تتقي الله في نفسك أولا وفيها وفي أهلها ثانيا, لأنه ليس معني أنك خطبتها أنك في النهاية ستتزوجها فمن الممكن أن تحدث خلافات بينكما ولايحدث التفاهم بين بعضكم البعض ولاتستمر الخطوبة ولايتم الزواج (لاقدر الله), وتستطيع سؤال أهل العلم الشرعي والدين في هذه النقطة تحديدا حتي لاترتكب ما حرمة الله.
كن صادقا معها في كل تصرفاتك وأفعالك كما تحب أن تكون هي معك, وكن علي طبيعتك ولا تتجمل وتتصنع المواقف في محاولة إرضاء خطيبتك أو أهلها, واعلم أن مثل التصنع والتجمل في الخطوبة لن يستمر بعد الزواج وهنا سيظهر كل شخص علي حقيقته وستظهر الخلافات بسبب عدم التفاهم الذي كان نتيجة التعامل بغير الواقع والمعتاد, وليس معني هذا أنك إذا اكتشفت عيبا فيك (وكلنا عيوب) أن تحاول أن تصلح هذا العيب.
تبادلا الحديث سويا في كافة أموركم الحياتية وأخبرها بما تحب وما تكره واستمع لها أيضا واحرص علي معرفة ما تحب وما تكره وكن علي استعداد للحوار البناء المبني علي الرأي والرأي الآخر, وحاول وضع أسس وقواعد العلاقة بينكما في هذه المرحلة لتبدأ حياتك الزوجية بدون مصادمات أو مشاكل بسبب عدم معرفة بعضكم البعض جيدا.
لاتفعل معها أو لا تقل لها ما لايرضي الله وضع نفسك مكان خطيب أختك, فهل ترضي أن يفعل أشياءا أو يقول كلاما لايرضيك ويثير حفيظتك؟.
لاتخجل بالاعتراف بعيوبك وعليك بمصارحتها بما تعتقد أنه عيب في شخصيتك أو تصرفاتك أو سلوكك.
ختاما أسأل الله تعالي أن يرزق كل شاب بالزوجة الصالحة وأن يرزق كل فتاه بالزوج الصالح.